مقاومة الأنسولين

0

وباء مقاومة الأنسولين أو العارض Syndrome X هو حالة خطرة تنتج بشكل أساسي عن عدم قدرة جسدنا على التعامل مع أنواع الأطعمة التي نأكلها. ولكن العارض Syndrome X ليس حالة واحدة بل مجموعة من الاضطرابات التي تحدث معاً وهي تشمل ارتفاع ضغط الدم، وحصول خلل في معدلات الكوليسترول إضافة إلى عدد كبير من المشاكل الصحية التي تثير قلق طبيبك: تراجع العضلات ونشاط الجسم، ارتفاع نسبة الدهون، انسداد الشرايين واضطرابات في معدلات السكر في الدم ما يتسبب بتغير في المزاج.. هذه الاضطرابات تجعل الشخص عرضة لزيادة الوزن والبدانة ولخطر الإصابة بكافة الاضطرابات التي تظهر مع العمر كمشاكل العيون، والسكرى ومرض القلب والألزهايمر والسرطان.. في الواقع يمكن للعارض X أن يكون مسؤولا عن أنواع أخرى من المعاناة أيضا، بدءا من التعب المزمن والقلق وصولا إلى سرعة الغضب والكآبة وعدم تقدير الذات.. ولعل أكثر ما يخيف في الأمر، هو أن معظم المصابين يعتبرون هذه الحالات المرضية جزءا طبيعيا من التقدم بالعمر.

لا ينتج العارض X عن فيروس أو أسباب طبيعية.. أنه ناتج عن أسلوب عيشنا حيث لا نتحرك كثيرا وعن طريقتنا في تناول نسبة عالية من الكربوهيدرات والحبوب منذ أجيال معتقدين أن نظاما غذائيا كهذا يشكل غذاء للصحة.

تشير الأبحاث العلمية أن هذه الاعتقادات خاطئة.. فالأكل بهذه الطريقة يؤثر سلبا في عملية الأيض لأنها تعاكس ما تبرمج جسمنا عليه حتى ينمو، تعاكسه إلى درجة أنها تضعف صحتنا وتؤدي إلى انحطاط جسدنا.

تجري الأمور كما يلي: يتحكم هرمون الأنسولين بكيفية تحويل جسمك للكاربوهيدرات (النشويات) إلى طاقة.. وذلك يتم عبر إيصاله السكر الموجود في الدم إلى الخلايا حيث يتم تحويله إلى طاقة داخل الميتوكندريا Mitochondria أي مصانع الطاقة في الخلايا.
إن الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكاربوهيدرات والحبوب والسكر يغرق خلاياك بالأنسولين، ما يقود إلى سلسلة من المشاكل.. فخلاياك تفقد حساسيتها على الأنسولين.. وهكذا عندما يطرق الأنسولين أبواب الخلايا، لن تفتحها لتسمح للغليكوز بالدخول.. وبالتالي، سيعمل البنكرياس على إفراز المزيد من الأنسولين.. ووجود كمية زائدة من الأنسولين في الدم تدفع جسمك إلى تحويل الغليكوز إلى دهون بدل أن يحوله إلى طاقة ما يؤدي إلى تراكم المزيد من الدهون.. كما يمنع الأنسولين الزائد جسمك من إطلاق الدهون المخزنة  لاستخدامها كمصدر للطاقة.. ويؤدي أيضا إلى تكون الصفائح في شرايينك ويجعل الطاقة غير مستقرة ويشوه تركيبة الدماغ الكيميائية مسببا تقلب المزاج.