الخلافات الزوجية أمام الأبناء واردة.. ولكن بضوابط

0


مشهد شجار الأم والأب أمام أطفالهما مشهد يتكرر كثيراً ليس فقط فى معظم البيوت المصرية بل وفى كل دول العالم وبالتأكيد معظمنا يتذكر إحساسه وهو طفل عند رؤية هذا المشهد الصاخب بين والدية. وقد خصص "د.فل" صاحب البرنامج التليفزيونى الأمريكى الواقعى الشهير إحدى حلقاته للحديث عن هذا الموضوع موضحاً أن الأطفال يكتسبون المهارات من خلال ما يعيشونه. لذلك يجب على الأب والأم قبل أن يتشاجرا أمام أبنائها أن يفكرا فيما يوصلان لأبنائهما من قيم وخبرات. وأن يتوقف كل منهما عن إثبات إنه على حق لأن الأبناء لا يلقون بالا لذلك ولكنهم يريدون فقط "أن تصمتوا" على حد قوله لذا ينصح كل أم وأب أن يخفضا أصواتهم لأنهم عندما يفجرا غضبهما أمام الأبناء فإنهم يغلبون مصلحتهم الشخصية وهدفهما قصير المدى على حبهم لأبنائهم وحرصهم على سلامهم النفسى.

ولا يعترف د.فل بمن يقول:"لا استطيع التحكم فى أعصابى وفى غضبى" لأن الواقع هو أنك لا تريد ذلك بدليل إنك لا تستطيع الشجار بصوت مرتفع فى منزل مديرك على سبيل المثال أو فى المطعم مع أصدقائك أو فى دور العبادة ويؤكد أن هناك الكثير من الخلافات التى تطرأ كل يوم بين الزوجين والتى يجب حلها ولكن من خلال تصحيح مفهوم مهم وهو روح المشاركة وليس روح الندية أو المنافسة.

ويرى د.هشام بحرى رئيس قسم الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الأزهر أنه من غير المنطقى أن نمنع الخلافات بين الزوجين أمام الأبناء لإنها ستحدث بلا شك سواء بين الزوجين أو بين البشر عموما ،ولكن المطلوب عند نشوب خلاف بينهما أن يصلا إلى حلول وتوافق للمشكلة أمام الأبناء فمثلا على سبيل المثال إذا اختلف الزوجان أمام الأولاد على مواعيد زيارة الأجداد مثلا فلابد أن يصلا معا إلى حل توافقى أمامهم على أن يكون مثلا الأسبوع الأول والثالث عند والدة الأم والثانى والرابع عند والدة الأب. هكذا النمط من السلوك يرسخ عند الأبناء ان حدوث الخلافات أمر وارد وطبيعى وتستمر بعده العلاقة، ويعطيهم فى نفس الوقت الأسلوب المناسب لمعالجتها. أما فيما يتعلق بالضرب والتجريح والإهانة فهو غير مقبول على الإطلاق سواء كانا بمفردهما أو أمام الابناء وهو الأسوء، فعليهما أن يصونا كرامة كل منهما مع استمرار الاحترام المتبادل أيا كان الخلاف.

وتكمن مشكلة الخلاف والشجار أمام الأولاد كما يوضح د.هشام فى أنها تشعر الأبناء بعدم الأمان وعدم قدرة الآباء على حمايتهم، كما تفقدهم أيضاً الثقة فيهما بل وفى كل الناس لأن من المفترض أن الأهل هم مصدر الثقة والحماية لهم وبالتالى يؤثر على مشاعرهم وسلوكهم تجاه الآخرين، كما أن تكرار هذا السلوك الخاطئ يؤثر على العلاقات الزوجية للأبناء بلا شك فى المستقبل.