الخجل

0


ومن المعلوم أن بعض الناس الذين نلاحظ فيهم صفة الخجل الدائم لا يكونون في المجتمعات على طبيعتهم بل ينتابهم دائما نوعا من الارتباك والاضطراب والذي يجعله لا يستطيع أن يكون لبقاً حسن التصرف ومن باب أولى لا يستطيع أن يكون حاضر البديهة بارع في الدعابة وهذا الخجل الذي يسبب الارتباك يعد مشكلة كبيرة يتعرض لها عدداً كبيراً من الناس وقد تشعر أنت هذا الرجل أو هذه المرأة متكبرة أو متعجرفة وهي على العكس لا تحسن التعبير فيظهر عليها هذا الخجل والارتباك.

وعند سؤال أحد السياسيين المشهورين كيف استطعت أن تتغلب على الخجل في مواجهة الجماهير حتى أصبحت من أعظم خطباء عصرك , فقال السياسي العجوز بكل بساطة وجد: أول شيء لابد أن أتناسى عيون السامعين التي تحدق في وجهي وتتربص بأخطائي وأهم شيء أن أنفض عن ذهني أنهم أصحاب عقول جبارة تريد أن تمتحني أو بمعنى آخر اعتقد وأفرض أن جميع من أمامي حمير ثم أبدأ الكلام.

والرجل الذي يدخل صالوناً مزدحماً يواجه الموقف نفسه الذي يواجهه الخطيب أو الممثل، فإذا حدثته نفسه أن جميع العيون ترمقة لتتسقط عيوبه وأخطاءه فسوف تضطرب خطواته، ويحمر وجهه ويتلعثم لسانه ويتصبب عرقاً. وهذه الحالة لا تجعل الشخص لطيف المجلس جداً.

نصائح للإنسان الخجول:

1-  أولاً يجب عليه أن يتجاهل عيون الموجودين في المجتمع، وأن لا يفكر في أهميتهم البالغة، وعليه أيضا وهو المهم أن ينسي أنه مهم في نظرهم بحيث يشغلون أنفسهم بمراقبته والتربص بحركاته وسكناته.

2-    لا تكون متكلفاً أثناء الكلام ولا تكون متوتراً، ولذلك يجب بعد تحية أصحاب البيت أن تحتفظ بهدؤك وسكونك في اللحظات الأولى إلى أن يستقر بك المجلس وتشعر ببعض الأنس والألفة وبذلك سوف تقترب من حالتك الطبيعية رويداً رويداً.

د. جمال إبراهيم

---------------------
 مقالات أخري 


العسل في الطب النبوي