الفيتامينات الموجودة في العسل

0


يحتوي العسل معظم الفيتامينات اللازمة لنمو الجسم وحفظه، وسوف نذكر – بتوفيق الله سبحانه – أهم هذه الفيتامينات، وأثر كل منها بالنسبة إلى الجسم.

فيتامين (ب1) ثيامين:

نظراً إلى تأثيرات هذا الفيتامين الفسيولوجية، فإنه كثيرا ما يوصف بأنه الفيتامين المانع لالتهاب الأعصاب، أو المانع لمرض (البري بري)، أو الفيتامين الضابط للأعصاب. وهو هام جدا في عملية تمثيل المواد الكربوهيدراتية داخل الجسم، والاستفادة منها، وهو أيضا ضروري للوقاية من التهاب الأعصاب المؤدي إلى مرض البري بري، كما أن له أهمية قصوى في انتظام عملية الهضم، والمحافظة على الشهية للطعام. وقد أظهرت التجارب أن لفيتامين (ب1) تأثيرا في الغدد الصم، كما أن الغدد التناسلية لدى الذكر والأنثى تتأثر بنقص هذا الفيتامين.

فيتامين (ب2) فلافين:

أن للريبو فلافين تأثيرا هاما في عملية تنفس الخلايا، فهو يحمل الهيدروجين إلى الخلايا الحية في عمليات التأكسد. وهو ضروري جدا لحيوية الجسم، ويساعد على تأخير الشيخوخة، ونقص فيتامين (ب2) يؤدي إلى: تشقق الشفاة في زوايا الفم، وخشونة الجلد حولها، كما يحدث تحبب وظهور قشور دهنية حول ثنايا الخياشيم، فضلا عن التهاب اللسان حيث يصبح اللسان ناعما وفي حالة غير طبيعية، ولونه أحمر أرجوانيا. كما أن نقص هذا الفيتامين يؤثر كثيرا في العين، ولا تستطيع تحمل الضوء، وتكثر الدموع فيها مع الشعور بحرقان مما يؤدي إلى تورمها، وتظهر خشونة في الأجفان، وتصبح العين مجهدة ضعيفة الرؤية. وقد دلت التجارب على أن العسل يحتوي كميات كبيرة من الريبو فلافين يعادل الموجود منه في لحم الدجاج، أو ما يعادل سبعة عشر ضعفا من ذلك الموجود في المشمش الطازج، وستة عشر ضعفا من الموجود في عصير العنب والتفاح الطازج.

فيتامين (ج) الأسكوربيك:

يعد العسل من أغنى المصادر الطبيعية بهذا الفيتامين، فهو أغنى من كثير من الخضروات والفواكه، ذلك أن حبوب اللقاح الموجودة في العسل غنية جدا بهذا الفيتامين.. فهي تحتوي الفيتامين أكثر مما تحتويه الثمار نفسها. ووجود هذا الفيتامين هام جداً بالنسبة إلى الجسم، فهو يزيد من مقاومة الجسم للسموم، ويساعد على تكون مادة (الكولاجين) في العظام والأوعية الدموية، كما يساعد الجسم على امتصاص الحديد، وتكوين كرات الدم الحمر، ويحافظ على خلايا الكبد من التلف. ونقص هذا الفيتامين يؤدي إلى المرض المعروف باسم الأسقربوط، ومن أعراضه النزف نتيجة ضعف مقاومة الشعيرات الدموية، وتورم اللثة وتقرحها وادماؤها، مما يؤدي إلى خلل في تكوين الأسنان. كما يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى خلل الجهاز التناسلي، وإتلاف خلايا العضلات بما فيها عضلات القلب، مما قد يسبب تضخمه. ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن نقص هذا الفيتامين يقلل من مقاومة الجسم للبكتريا، وبذلك يكون عرضة للإصابة بالأمراض كالسل، والالتهاب الرئوي والحمى الروماتيزمية.

الكاروتين:

ومنه يخرج فيتامين (أ) اللازم لنمو الجسم والمحافظة على خلايا الجلد. ومن المعروف أن الكاروتين يتم تحويله إلى فيتامين (أ) في الكبد، ولهذا الفيتامين أثر هام في الإبصار وسلامة القرنية والملتحمة، ونقصه يؤدي كثيراً إلى الغشى الليلي، والتهاب الجلد، إضافة إلى ضعف عام في الجسم، وتأخر في النمو.

فيتامين (ب6) بيريدروكسين:

وله أثر هام في عملية تمثيل المواد البروتينية، كما يحافظ على التوازن والتبادل الغذائيين داخل نسج الجسم. ويؤدي نقصه إلى: التهاب في الجلد، واضطرابات في الأعصاب، وضعف في العضلات.

فيتامين (ب5) نيكوتكنيك. نياسين:

وهو الفيتامين المانع لمرض البلاجرا كما سماه (لإرابولي) أي مرض الجلد الخشن.. وتشمل أعراض البلاجرا ثلاثة أجزاء: الجلد، والأغشية المخاطية، والجهاز الهضمي. حيث يصاب الجلد بالتشقق في الأجزاء المعرضة لأشعة الشمس كالأيدي والأرجل والرقبة، فيصبح الجلد خشنا، وقد يؤدي ذلك إلى التقرح.
أما بالنسبة إلى الأغشية المخاطية: فقد يحدث فيها التهاب ولاسيما في الأنف والفم والزور، ويحمر لون الفم، ويلتهب اللسان، ويتورم مع تكوين تقرحات على جانبيه. وفي الجهاز الهضمي يحدث هذا الفيتامين نفسه اضطرابات مما يقلل من إفراز المعدة لحمض الأيدروكلوريك، وقد يحدث إسهال شديد في الحالات الحادة وهناك أعراض أخرى كالإصابة باضطرابات الأعصاب، والصداع، والدوار، وشلل الأطراف، والضعف في الذاكرة.

فيتامين (ب3) بانتوثينيك:

وهو ضروري لتكوين مادة (الأستيل كوليد) اللازمة للجسم.. ونقصه يؤدي إلى: إتلاف الغدد الكظرية (غدد ما فوق الكلى)، وبياض الشعر وتساقطه، وتقرحات في القناة  الهضمية، واضطرابات في الجهاز العصبي.

 وفي العسل كميات صغيرة من فيتامين (هـ) البيوتين الذي يسهم في عمليات التمثيل الغذائي.. ونقصه يؤدي إلى جفاف الجلد والتهاب ونقص الهيموجلوبين، وكذلك جفاف الأغشية المخاطية.

وفي العسل أيضا كمية قليلة من حمض الفوليك الذي يساعد الجهاز الهضمي على القيام بوظائفه على الوجه الأكمل، وتكوين كرات الدم الحمر. ونقصه يؤدي إلى الأنيميا الخبيثة، وأمراض الكبد، والبنكرياس.
كما وجد أيضا بالتجارب التي أجريت في تغذية أفراخ الدجاج والكتاكيت والفئران أن العسل يحتوي كميات من فيتامين (ك) الذي يساعد على تجلط الدم.

ومعظم هذه الفيتامينات مصدرها حبوب اللقاح، ولذلك فإن أي محاولة لتخليص العسل من حبوب اللقاح يعد محاولة لتخليصه من هذه الفيتامينات الهامة فضلا عن أن العسل يحتفظ بفيتاميناته سليمة خلاف كثير من الخضروات والثمار.. فالسبانخ – مثلا – يفقد 50% من فيتامين (ج) الموجود فيه في خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من قطفه، كما أن بعض الثمار تفقد كثيرا من فيتاميناتها بالتخزين، أما العسل فإنه يحتفظ بكل ما فيه من فيتامينات إذ ما حفظ جيداً..