يعتبر التدخين من اهم اسباب زيادة أمراض الجهاز التنفسي بأكمله .. و لا غرابة في ذلك ..فان المواد السامة من دخان السجائر تدخل الي الجسم عبر الانف و الفم و البلعوم فالحنجرة فالقصبة الهوائية فالشعب الهوائية فالحويصلات الهوائية و منها بعد ذلك الي الدم الذي يوزع هذه السموم علي بقية اجزاء الجسم.
ان التبغ يحتوي علي العديد من المواد المهيجة لأغشية المخاطية التي تبطن الجهاز التنفسي من البلعوم حتي الشعب الهوائية الصغيرة. كما ان دخان السجائر يحتوي علي مواد تمنع حركة الشعيرات المغطية للجهاز التنفسي من الانف الي الشعب الهوائية و التي تقوم بحركة نشطة لطرد المواد الغريبة. فتقوم المواد السامة في الدخان بشل حركة هذه الشعيرات كما انها تهيج الغدد المخاطية الموجودة في الشعب الهوائية فتزيد من إفراز المادة المخاطية اللزجة . فتترسب علي جدران الشعب الهوائية دون ان تجد من يدفعها الي اعلي لطردها. و في الوقت ذاته تقوم المواد السامة في الدخان بتهييج العضلات الموجودة في الشعيبات الهوائية فتضيق بذلك مسارب الهواء نتيجة التقلصات و لانسدادها بالمواد المخاطية المتجمعة و سرعان ما تهجم الميكروبات حيث البيئة المناسبة و حيث المقاومة و اجهزة الدفاع الضعيفة و عندئذ تبدأ مرحلة الالتهابات الشعبية الحادة ثم تليها الالتهابات المزمنة.
و تتحطم نتيجة لهذا الالتهاب المتكرر و نتيجة لضيق الشعب الهوائية الحويصلات الهوائية مما يؤدي الي مرض الامفيزيما و هو مرض مزمن يفقد فيه كثير من الحويصلات الهوائية نتيجة تمزقها بسب انسداد الشعب الهوائية.
و يؤدي ذلك الي فقدان الرئة لوظيفتها الاساسية و هي تبادل الغازات اي نقل الأوكسجين من الرئتين الي الدم و نقل ثاني أوكسيد الكربون من الدم الي الرئتين و يؤدي ذلك الي صعوبة في التنفس تزداد يوما بعد يوم و عاما بعد عام حتي لا يستطيع المريض ان يستنشق الهواء في الشهيق و لا يدفعه في الزفير و يكون الزفير عملية بالغة الصعوبة و يصبح كل نفس يتنفسه المريض عملية تعذيب.
و من المؤسف أيضاً ان التدخين من اهم اسباب سرطان الرئة علي الاطلاق. فالقطران الموجود في السجائر يحتوي علي كمية من المواد المسببة للسرطان مما يجعل من يدخن السجائر يواجه خطر سرطان الرئة أضعاف أضعاف ذلك الذي لا يدخن.
.jpg)
