هشاشة العظام التي يعاني منها كثير من السيدات دون ان تشعر أثبتت الأبحاث ان العوامل الوراثية لها دور فيها بنحو ٨٠٪ حيث ترث البنت هرمونات و جينات الام ، و منها تلك التي تحدد مدة الدورة الشهرية و موعد انقطاعها و ما لها من تأثير علي صحة المرأة و لها علاقة أيضاً بهشاشة العظام و السكتة الدماغية و أمراض القلب.
هشاشة العظام هي الفقدان التدريجي لكتلة العظام مما يجعلها ضعيفة و عرضة للكسر بسهوله و سميت اللص الصامت لانها لا تظهر الا بعد تقدمها فهي تظل غالبا بدون الام حتي الوقت الذي تتعرض فيه العظام للاصطدام بأشياء صلبة فتنكسر ، فالعظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج الملئ بالمسام الصغيرة و في حالة الإصابة يقل عدد المسام و تصبح العظام أكثر هشاشه و تفقد صلابتها، و بالتالي تنكسر بسهوله.
هناك فئات اكثر عرضه من غيرهم للإصابة بهشاشة العظام: النساء بعد سن اليأس ، و اللواتي تم استئصال المبيضين لهن ، او تعرضن لعلاج إشعاعي، أو في حالات اضطرابات التبويض المزمن و تكيسات المبيضين و أيضاً اضطرابات الغدة الدرقية او من لديهن تاريخ مرضي في العائلة.
النظام الغذائي الجيد من أفضل طرق الوقاية فهو يعطي أقصي حجم للعظام و يزيد من كثافتها في أي مرحلة عمرية و نحن للاسف يفتقد غذاؤنا للعناصر الغذائية المهمة حيث نزيد في الكم و لا نهتم بالنوعية. و غالبا ما يكون غذاؤنا فاقدا للكالسيوم و لفيتامين د و هذا يعني قلة العظام المتجددة و كثرة الكالسيوم المتسرب للدم، و لذلك فان الحليب يعد المصدر الأهم للكالسيوم و يحتوي كوب الزبادي علي كمية كالسيوم تعادل كوب الحليب.
و من جانب اخر نشير أيضاً الي اهمية بذور الكتان و فول الصويا و جذور الجينسينج التي تسهم في حدوث ارتفاع ملحوظ في مستوي الهرمونات التي تدل علي بناء العظام، فضلا عن حدوث ارتفاع في مستوي فيتامين د و الكالسيوم و الفوسفور، و يرجع التأثير الإيجابي لبذور الكتان الي احتوائها علي اوميجا ٣ كما ان فول الصويا يؤدي الي تنشيط المبيض لينتج هرمون الاستروجين الطبيعي دون المساس بمستوي هرمونات الغدة النخامية، فضلا عن فاعلية بروتين الصويا في زيادة امتصاص الكالسيوم من الأمعاء. بالاضافة الي دور فول الصويا في زيادة الخلايا التي تبني العظام و تثبط الخلايا الهادمة لها.
و ليس الحليب و الألبان هما المصدر الوحيد للكالسيوم فهناك السردين حيث تحتوي علي كل ما نحتاجه من الكالسيوم و يوفر سمك السلمون و غيره من الأسماك الدهنية العناصر التي تزيد من نمو العظام فهي تحتوي علي الكالسيوم و فيتامين د و هي غنية بالأحماض الدهنية أوميجا ٣.
اما المكملات الغذائية فهي طريقة سهلة لزيادة كمية الكالسيوم و لكن لا يكون هناك حاجه اليها اذا حصلنا علي كمية كافية من الكالسيوم عن طريق الطعام.
و ننصح بالمحافظة علي الوزن الطبيعي و المناسب و ممارسة الرياضة بانتظام و الحفاظ علي مستوي اللياقة البدنية و الانتباه الي انه بعد القيام بأعمال كثيره او تكرارها يجب التوقف لوقت بسيط لأخذ قسط من الراحة ثم متابعة العمل مع الحذر من حمل الاشياء الثقيلة و إدراك كيفية الجلوس و الحفاظ علي استقامة الظهر و عدم البقاء علي نفس الوضعية لفترات طويله و تجنب الوضع غير المريح الذي قد يؤثر علي المفاصل و الأربطة و استخدام المراتب الطبية اثناء النوم التي تحافظ علي العمود الفقري بشكل مريح و بوضع صحي حيث ان الانسان يقضي ثلث يومه تقريبا في السرير. و أخيرا قياس كثافة العظام خصوصا لمن لديهن احد عوامل الخطورة التي ذكرناها.
المرجع: الاهرام بقلم ريهام عبد السميع
.jpg)
