رسالــة إلــى الآبــاء

0


يخطئ الكثيرون عندما يعتقدون أن الأمراض النفسية ومن بينها الاكتئاب لا تصيب سوى البالغين فحسب. فهناك العديد من الأسباب التي قد تؤثر على نفسية الطفل وتصيبه بالاكتئاب، منها عدم التفوق الدراسي، العنف الأسري وغيرها من الأمور. لكن أكثر الأسباب التي تعرض الأطفال للاكتئاب هو انفصال الآباء والأمهات وخاصا في هذه الفترة التي زادت فيها نسبة الطلاق وكم تمنيت أن يطبق مقترح بإقامة ورش عمل للأزواج المطلقين تتناول كيفية التعامل الأمثل مع الطفل بعد الطلاق، مع توضيح دور الوالدين بتعديل السلوك واستخدام المعززات الاستراتيجية، حتى لا نضطر لإخضاع الطفل للعلاج السلكي في العيادات النفسية وأهمية عدم تجاهل بعض السلوكيات التي تطرأ على الأطفال، لان ذروة تلك المشاكل تكون في العمر ما بين ستة أعوام إلى 12، وأن الأطفال في العادة لا يجدون تفسيرا واضحا لطبيعة الحياة بعد الطلاق، ويصبح كل ما يسمعه من إجابات عن تساؤلاته غياب أحد الوالدين: "أنه مسافر" أو "لم يعد يحبك"، "لماذا تركك؟".

فإن معظم الاضطرابات النفسية والسلوكية التي يتم علاجها لأطفال في العيادة النفسية تكون نتيجة انفصال أحد الأبوين، الذي قد يكون عبارة عن انفصال رسمي، أو معنوي، وهو ما يسمى عادة بالطلاق الصامت، وأنه يبدأ الصراع النفسي لدى الأطفال نتيجة عم التنسيق بين الوالدين لمستقبل العلاقة، بل نجد أن كل طرف حريض على مضايقة الطرف الآخر، فلابد أن نعلم أن التهيئة مهمة للطفل، وكذلك عدم شحن نفسيته ضد أحد الوالدين، حيث إن معظم المشاكل التي تصيب الأطفال تنحصر في عدم الثقة بالنفس، نتيجة عدم الشعور بالأمان أو بعض المظاهر السلوكية "التبول اللاارادي" ، وقضم الأظاهر والعناد لأنه أصبح متمردا على وضعه نتيجة إحساسه أنه أصبح مجرد صراع بين الوالدين ، مما يجعله يرفض أوامرهم.

إصابة الأطفال بالاكتئاب عادة ما تعود إلى العوامل الخارجية المحيطة بهم وانفصال الآباء عن الأمهات أكثر الأسباب التي تؤدي إلى اكتئاب أطفال. وهناك عدة علامات تشير على إصابة الطفل بالاكتئاب ومنها، الشعور بالحزن دائما، اضطرابات النوم والطعام، علاوة على ضعف التركيز، قلة الشعور بتقدير الذات، وأخيرا العدوانية تجاه الآخرين. علاج اكتئاب الأطفال عادة ما يتم بواسطة العلاج السلوكي أو العلاج بالمحادثة، وفي الحالات الشديدة والمتوسطة يتم اللجوء إلى مضادات الاكتئاب. و أهم طرق العلاج خلال هذه الفترة يتلخص في إقامة علاقة جيدة بين الآباء والطفل.

وأخيرا عزيزي الأب وعزيزتي الأم رفقا بأطفالكم لأنهم ليس لهم أي ذنب في اختياركم الخاطئ لبعضكما !