أساسيات تجعلك لبقاً في حديث

0


من الأفضل أن تسامح في الهفوات الصغيرة التي توجه إليك في المجتمعات إن كانت بحسن نية، وأما حين يتوافر سوء النية فيحسن المسامحة مؤقتا مراعاة لأصحاب الدار ولعدم إثارة ضجة تفسد المجلس، كما يفضل غض النظر عن الموضوع إطلاقا إن كان المخطئ أهون شأنا من أن تحاسبه على خطئه في حقك , ويجب أن تحسن موضوع الحديث بما يناسب الحاضرين والسامعين ويكون ذلك طبعا بأسلوب ولهجة وفي الحدود التي تتفق مع معلوماتهم ومداركهم، والحديث في مجتمع من الشبان بين فتيات وفتيان له موضوعات تختلف عن الحديث في مجتمع الكهول، وحديث رجال الأعمال غير حديث الرياضيين مثلا، فإذا أردت أن يستمع لك الناس فعليك أن تختار لهم الموضوع الذي يحبون الاستماع إليه ويتفق مع ميولهم ورغبتهم , ويجب أيضا مراعاة الاعتدال في كمية الحديث، فلا تعمد إلى التطويل الممل ولا العكس، بل يجب الاكتفاء في المجتمع بالعبارات المكونة من كلمة أو كلمتين بين الحين والآخر والذي يشعر فيها من معك أنه يفهم ما تقول، ولا يجب أن ينفرد رجل أو سيدة بالحديث في مجتمع طويل طول الوقت ولا يستجب أن تكثر من الأسئلة حتى تظهر أن مجلسك بمحضر تحقيق في قسم الشرطة. و إذا كان من يستمع إليك غبيا أو ماكبرا فلا تجادله بل وافقه اعتباطا حتى لا تثير أزمة مع أحمق، وتوصف بمثل حماقته. وأخيرا يجب أن تعلم أن أدب الحديث ليس جميعه في حسن الكلام وإنما من أهم أركان الحديث حسن الاستماع، فكم من شخصية ترجع جاذبيتها إلى قدرتها على الإصغاء لما يقال باهتمام، ونظرة فهم وابتسامة تدل على قدرتها على الإصغاء، ويعتبر أهم مظهر من مظاهر حسن الإصغاء هو عدم مقاطعة من يتكلم.


لجمال إبراهيم