الصمت

0

"إن الرجل يظلّ كبيراً في عيني حتى إذا تكلم ظهرت حقيقته"
 -عمر بن الخطاب رضي الله عنه-


كثير منا يظنّ أن الكلمات وحدها هي التي تُظهر نقاط قوته، وتحدد معالم شخصيته، ولا ندرك أن هناك مهارة أكثر سحراً وتأثيراً اسمها: الصمت. إن الصمت فضيلة وله في النفوس رهبة وإجلال والمرء الذي يؤدّب لسانه كي لا ينطلق مثرثراً، ويلجمه بحنكة وذكاء؛ لهو امرؤ قد فعل الكثير في سبيل امتلاكه القوة. فكم من كلمة ألقاها صاحبها في غفلة من عقلة ذهبت بماله أو سمعته.. وربما برأسه بعيداً.

تعلّم الصمت عند:

الغضب:

تزيد نسبة زلل المرء عند الكلام عندما يكون غاضب أو حانق؛ فالغضب حالة من الجنون، وأخطر ما فيه أن كلامنا وقتها يُحسب علينا، وقد يكون حجة تقام علينا وتديننا.

وكظم الغيظ أمر بالغ الصعوبة؛ لكنه يتأتي بالتعوّد وتمرين النفس واحتساب الأجر، رسول الله صلى الله عليه وسلم  ينصحك أن "لا تغضب ولك الجنة"، أضف إلى ذلك أن الشخص الذي يقيد غضبه ويروّضه شخص يحوز على إعجاب الناس وتقديرهم؛ فضلاً عن الأجر المرتجى من رب الناس

الاستهزاء والسخرية:

تقول حكمة العرب: لا تجادل الأحمق فيخطئ الناس في التفريق بينكما؛ حينما يتجه النقاش إلى وضع ساخر متهكم؛فإن عدم التمادي والوقوف هو أفضل ما يمكنك فعله، لا ترد السخرية بسخرية مماثلة أو التهكم باستهزاء، ولكن استدعِ قوة حلمك وصمتك وفكر فيما يقال، وفيما ستجنيه من السكوت عن الرد والتمادي في هذا الحديث.

استكشاف المحيط:

سواء كنت في عملك أو بيتك أو في رحلة ما، ستحتاج في أوقات كثيرة أن تصمت، وتخرج الكلمات ببخل شديد، كي يتسنى لك معرفة ما الذي يدور، وتقرير ما يجب عليك فعله.

إن ما أودّ الذهاب إليه حقاً هو إلجام اللسان عن فضول الكلام، وجعل العقل رقيباً دائماً عليه؛ فيفكر قبل أن يقول، ويزن الأمور قبل أن يدلي بدلوه.

الصمت القاتل

لا تنزعج عندما أخبرك أن هناك أوقاتاً يكون فيها الصمت سيئة وخطأ لا حيرة في ذلك إن ما أريده هو الاتزان، وأي جنوح عن تطبيق قواعد الحياة قد يأتي بتأثير عكسي؛ فهل من الحكمة مثلاً أن نصمت حينما يتطلب الأمر تقديم شكر أو مواساة , هل من اللائق السكوت وعدم التعبير عن مشاعر الحب والتقدير والامتنان.. هل يصحّ الصمت عند مواجهة اتهام يحتاج إلى إبراز حجة، وتفنيد مزاعم بالطبع لا..