إدمان السكر أخطر من الكوكايين

0


رغم كل التحذيرات الطبية من استهلاك السكر ووصفه بالسم الأبيض، إلا أن استهلاكه يزداد سنويا، مما دعا الباحثين للتساؤل عن كونه مادة أخرى من مواد الإدمان؟ فنحن نستهلكه بشكل كبير برغبتنا أو رغما عنا، لأنه مضاف إلى العديد من المنتجات الغذائية الحديثة، كالكون فليكس والكاتشان وأي منتج به جلوكوز أو سكروز أوفركتوز أو ديكتروز، رغم أنه ليست له أية فائدة صحية على الخريطة الغذائية.

وإدمان السكر، وفق رأي العلماء، يحدث منذ الطفولة، فالمشروبات والحلويات التي يشترك في غرامها الكبار والصغار يصعب الاستغناء عنها، فهو يستهلك في الأساس لمذاقه الحلو، رغم اتهامه بالدليل القاطع أنه وراء وباء السمنة وداء السكر وبعض السرطانات.. فهل نحن جميعا مدمنا للسكر؟

للإجابة على هذا التساؤل، أجرى فريق من الباحثين الإيطاليين برئاسة روزيلا فنتورا من مركز أبحاث المخ في روما تجربة لمعرفة ما إذا كان إدمان السكريات له نفس تأثير المخدرات على المخ، قدموا خلالها شيكولاتة لا تحتوي إلا على كمية كبيرة من السكر للفئران، ووضعوها في أماكن كان للوصول إليها يعرضهم للصعق بالكهرباء، والغريب أن ذلك لم يمنعهم من تكرار العودة إليها للحصول على المزيد من الشيكولاتة!

وفي مفاجأة أذهلت الباحثين في جامعة فيكتور سيجالين في بوردو بفرنسا، ثبت من خلال دراسة أخرى أن إدمان السكر كان أقوى من الكوكايين والهيروين، ففي خلال الدراسة وضع الباحثون 43 فأرا لم تتذوق يوما الكوكايين في قفص به وعاءان: وعاء به سكر وآخر به كوكايين، فاختار 94% عن الفئران وعاء السكر، ثم أعاد الباحثون التجربة مع قوارض اعتادت تناول الكوكايين، وأخرى تعاطت الهيروين فوجدوا أن 90% منها قد اتجهت إلى وعاء السكر، على عكس كل التوقعات، حيث كانت تشير كل الدراسات إلى حتمية الاتجاه إلى المخدر، والأكثر من ذلك أن الفئران كانت تتقاتل فيما بينها للحصول على السكر! والأغرب من ذلك أن الباحثون لاحظوا أن الامتناع عن تقديم السكر للفئران كان يسبب لها أعراضا انسحابية مشابهة لتلك التي تحدث لمدمني المخدرات كالقلق واصطكاك الأسنان والرعشة، وهو ما جعل الباحثين يعتقدون أن إدمان السكر أقوى من إدمان المخدرات.

وكانت دراسات سابقة قد ربطت بين إدمان المخدرات والكحول والتدخين، وبين الشراهة في تناول السكريات، كما ذكرت دراسة في جامعة ميتشجان أن من يقبلون على تناول السكريات هم الأكثر حساسية عن غيرهم لإدمان المخدرات.

ويفسر دبارت هوبل أخصائي الطب النفسي في جامعة برنستون عدم قدرة الأشخاص على التخلي عن السكر بأن الحلويات ذات النكهات اللذيذة تزيد قدرة الإنسان على تحمل الألم والأوجاع التي تصيبه بصورة أفضل بتحرير الأندروفين في الجسم، وهو ما سجلته دراسات سابقة عند أطفال رضعوا محلول الجلوكوز قبل وخزهم بالإبر، فكانوا يبكون أقل ويهدأون بصورة أسرع، لأن لسانهم يفرز الأندروفين وهو مثل المورفين له تأثيرات مسكنة للألم سواء عند الكبار أو الصغار، إذ يساعد الطعم الحلو في تسهيل مسكنات الألم الطبيعية في الجسم والتي تعرف باسم الأفيونات والأندروفينات.



أميمة إبراهيم 


------------------------------------------

 مقالات أخري