الضغط المرتفع

0

تشير الإحصائيات العالمية إلى أن أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من ارتفاع ضغط الدم ومن المنتظر أن يزيد هذا الرقم بنسبة 60% خلال السنوات العشر القادمة، وهذا يؤكد أهمية تنويع سبل علاج الأمراض الناجمة عن ارتفاع الضغط وطرق تشخصيها حسب درجة عوامل الخطورة ومدى تأثيرها على الجسم، مع التركيز على طرق الوقاية والحد من المضاعفات في كبار السن والحوامل ومرضى الفشل الكلوي.

على عكس ما يمارسه غالبية الأطباء، يجب قياس ضغط الدم للمريض وهو جالس وليس مستلقياً على ظهره. ومن المهم قياسه مرتين على الأقل في نفس الوقت، المرة الأولى في كلا الذراعين، لأن في بعض المرضى يكون الضغط الأعلى في الذراع اليسرى ويجب في كل مرة تالية متابعة الضغط في ذات الذراع.

أثبتت بعض الأبحاث العالمية الجديدة أن ضغط الدم العادي الذي لا يأتي بمضاعفات هو 115 / 75 بدلاً من 140 / 90 ، وأن المرضى الذين يرتفع الضغط لديهم عن هذا الرقم عرضة لمتاعب الكلى وجلطات المخ والفشل الكلوي، يجب تقييم كل مريض على حده والمريض الذي لديه تاريخ مرضي عائلي لارتفاع الضغط أو الإصابة بالشرايين التاجية أو توفى أحد الإخوة أو الوالدين في سن أقل من 40 سنة يجب أن يولى الارتفاع البسيط في ضغط الدم أهمية كبيرة، أما المرض الذي ليس لديهم تاريخ، فتوصي الإرشادات العالمية بتغيير نمط الحياة لهم.

أكثر من 85% من مرضى الضغط لا يتلقون العلاج اللازم وأن ضغطهم غير منضبط بسبب عدم الالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها، إما لكثرة عددها أو لارتفاع ثمنها أو لوجود آثار جانبية لها. 


طبقاً لتوصيات الجمعية الأوروبية والأمريكية للضغط من الضروري استخدام أكثر من دواء لخفض ضغط الدم أو الوصول للأرقام المطلوبة، إذ لوحظ في معظم الدراسات أن جمع أكثر من دواء في قرض واحد يسهل على المريض الالتزام بالعلاج ومن الأدوية التي يمكن دمجها مضادات الأنجيوتنسين ومدرات البول، أما بالنسبة للجرعات فتتدرج حسب حالة كل مريض وتنصح الدراسات باستخدام الجرعات العالية في حالات ضغط الدم المرتفع الغير مستجيب للعلاج وفي حالة وجود مضاعفات للضغط كالغسيل الكلوي وهبوط عضلة القلب.

ضغط الدم مع السكر يضاعف من حجم المشكلة ويزيد من نسبة المضاعفات المتوقعة لكليهما ومن هنا اختصت الإرشادات العالمية علاج ارتفاع الضغط في مريض السكر ببعض الاختلافات في علاجه مقارنة بالمرضى الآخرين ومن أهم هذه الاختلافات أنه يفضل لمريض السكر أن يقل ضغط الدم عن 130 / 80 لتقليل خطر السكتات الدماغية وفي المحافظة على وظائف الكلى ومنع تدهورها، ويعتقد بعض العلماء أن الوصول إلى معدلات أقل قد تكون مفيدة والسؤال المهم هو أي العقاقير أفضل لضبط ضغط الدم المرتفع في مريض السكر، إذ ظهر أن المجموعات الدوائية المثبطة للكالسيوم أفضل مقارنة بمدرات البول ومثبطات بيتا، وإن كان الأهم هو ضبط الضغط والوصول به للمعدلات المطلوبة.

د. سهير هدايت – جريدة الأهرام