الصداع النصفي

0

الصداع مرض شديد الانتشار عالمياً ونسبة الإصابة به بين الأطفال في أمريكا من 17% إلى 20% من السكان وفي أوروبا من 12% إلى 15% وفي مصر لا يوجد إحصاء دقيق عن نسب الإصابة ورغم ذلك فإن النسبة لن تختلف عن دول البحر الأبيض التي تتشابه مع أوروبا حيث يصيب الأطفال في سن صغير جداً بنسبة 7 في الألف وبذلك يعد الأخطر لأنه يتعدي رقمياً انتشار مرض الصرع بين الأطفال ورغم ذلك لا يلتفته إليه كمرض مهم يجب الاهتمام بإجراء الأبحاث حوله لكشف أسراره وعلاجه.

هناك ثورة هائلة في علم الأعصاب توصلت لعلاج جديد لآلام الرأس الناتج عن الصداع وأنواعه عن طريق تنشيط المخ من الخارج بواسطة جهاز صغير يشبه النظارة يتم وضعه على نقطة تتصل بالعصب الخامس في وسطه بالضبط عن طريق قضبان، أحدهم يقوم بتنبيه العصب الخامس فيبدأ بدوره بإرسال إشارات تصل إلى جزع المخ فتغلق دائرة الألم والثاني يقوم بتنشيط وإنتاج وتركيز مادة الأندورفين داخل المخ للاسترخاء. هذا ابتكار مذهل نظراً لأنه يقوم من خارج المخ بتوصيل إشارة داخله إذ طريقة الجهاز تعتمد أساساً على إرسال نبضات كهربائية مقننة من النوع الذي ينبه الأعصاب المسئولة عن الأحاسيس العميقة باللمس وعندما تنبه هذا العصب يغلق دائرة الألم مباشرة ويختفي، والإحساس باللمس مثل المساج ينبه مراكز إنتاج الأندروفين أو المهدئات الداخلية في المخ، ويشعر المريض مباشرة بالراحة بعد الانتظام في الاستخدام لمدة أسبوع، في حين الجلسة الواحدة تستغرق أكثر من 20 دقيقة يشعر خلالها مباشرة بإزالة الألم ويتم تقييم مدى نجاح العلاج بعد شهر، والاستغناء عن الأدوية تماماً يعتمد على درجة الاستجابة الكاملة حيث يبدأ سحب تدريجي للأدوية المعالجة للصداع، والتي تسبب أنواع منها  ما يؤدي إلى الإدمان أحياناً، الجهاز يعمل من خلال 3 برامج: الأول إزالة الألم مباشرة خلال نوبات الصداع النصفي والصداع المصحوب بالقلق والتوتر، والثاني: الوقاية من النوبات أو تباعدها أو التقليل من حدتها ثم اختفائها بعد فترة، والثالث: يستخدم لإعطاء الإحساس بالراحة والهدوء وإزالة القلق والتوتر والنوم الهادئ والاستيقاظ.

وعن أسباب ألم الرأس فقد تكون عرض لمرض لم يشخص بعد، وقد تكون بدون سبب واضح، مع العلم بأن أخطر أنواع الصداع هو الناتج عن زيادة ضغط المخ ولذلك لابد فحصه وإذا وجدنا زيادة لابد من إجراء الأبحاث التي توضح هل هناك أورام أمر لا أو هناك عيوب خلقية في الأوعية الدموية وإذا لم يوجد، يبدأ البحث عن سبب أخر للصداع مثل أمراض الأوعية الدموية أو الجلطات الصغيرة أو الانسدادات الدموية أو نزيف المخ أو الجيوب الأنفية أو العيون وتشير الأبحاث إلى نسبة الصداع يسبب مرض عضوي لا يزيد عن 10% أم الصداع بدون سبب فنسبته 90% وهناك الصداع الأولى ويشمل صداع التوتر وصداع القلق وهو بديل للإحساس الداخلي بالاكتئاب ويشكل نوع من أنواع الصداع النصفي الشقيقة ونسبتهم 90% من الحالات، وأتضح أن المسبب الحقيقي للصداع الأولى هو التفكير.
أ.د. محمد ياسر العاطي