هل تعلمين أن النباتات و الحيوانات البرية كافة تبقي فتية و جميلة إلي أواخر حياتها ؟ و هل تعلمين , و هل تصدقين أن الطيور و الأسماك و الغزلان تحافظ علي جمال ريشها و فرائها و أصدافها إلي قبل موتها بعدة أيام , بل حتي بعده ساعات ؟ و هل تصدقين أيضا أنه بمشاهدة خلايا غزال عجوز جدا تحت المجهر تبين أن الغزال العجوز صحيح و سليم و معافي تماما مثل خلايا الظبي الفتي ؟
تري ما هو الفارق في الخلايا البشرية ؟ تبدو خلايا جسم فتاة شابة في الثامنة عشرة من عمرها فتية و رائعة تحت عدسة مجهر تقنية عالية حديث لا يرحم, و علي النقيض من هذا فإن خلايا جسم امرأه في الخامسة و الأربعين من عمرها تبدو تحت المجهر ذاته منكمشة علي نفسها و عليلة و مثيرة للشفقة و الحزن. فكيف يمكن أن تنبثق الفتوة و الجمال من مثل لبنات البناء هذه الأفلة للغروب و المغيب عن الحياة؟
ترغب طبيعة الحياة أن تري كل رجل و امرأه و طفل يتمتعون بصحة أجسامهم مثل النباتات و الحيوانات سواء بسواء. لماذا ؟ لأنها تدرك تماما أن المخلوقات السليمة من كل داء و المعافاه من كل علة و القوية البدن و المورثات (الجينات) أو الكرموسومات هي التي تساعد في أستمرار الحياة مئات الأجيال, بل ألافها , و إنه من خلال هذه الطريقة فحسب ستحافظ هذه الأجسام علي حيويتها و جمالها وروعتها و إثارتها.
لقد أستودع الله في كل واحد منا برنامجا عاما للفتوة و الرشاقة ليضمن هذا التطور الذي يدخل السرور إلي القلوب. و إن نصف ما يبلغ عدده قرابة 80000 من الجينات النشطة في ما يبلغ عدده نحو سبعين ألف مليار خلية في الجسم تعمل جميعها ليل نهار دون كلل و لا ملل علي إصلاح خلايا أجسامنا و صيانتها و تجديدها باستمرار, و ليس مثل الخلايا السليمة من يعد بتأمين الأسنان الجميلة السليمة, و العيون الجذابة الساحرة , و لون البشرة الطافح بالحيوية و النضارة و السعادة و الفتوة بشكل عام.
إن النباتات و الحيوانات تستخدم طاقتها و إمكاناتها الوراثية القصوي دائما إلي نحو الطاقة الكاملة مئة بالمئة تقريبا, فهي تغذي نفسها بشكل جيد و مناسب , و تعيش حياتها حسب قوانين الوراثة المعروفة لنواة خليتها. فالنبتة الصغيرة, بل و حتي النملة , تغذي نفسها و تعتني بتغذية جسمها و تتطور, كما تتطور أباؤها و أجدادها قبل مئات السنين, بل قبل ألاف السنين أيضا.
إنه هو هذا الوعد الرائع الذي يمكن أن يكتشفه كل فرد منا في هذه الحياة: إن هناك كائنات أكثر شبابا و فتوة, و أنحف جسما, و أرشق قواما و أسعد قلبا داخل قلب داخل قلب كل رجل و امرأه و طفل, و كل ما علينا أن نفعله هو أن نطلق الأسرار الكامنة داخلنا عن الجمال و الفتوة و الشباب.
و هذا أمر بمنتهي السهولة .. فقد اكتشف علماء الوراثة و الباحثون في عالم الخلية البشرية برنامجا سهلا و فعالا. إن الأيض (التحول الغذائي) التي تجريها و تعمل بنسبة 50 و 60 أو 80% لا يمكنها بتاتا ان تجعل الفرد يتمتع بالحيوية و التفاؤل. لذا لماذا لا نحاول أن نسبة عملية الأيض في أجسامنا و نرفعها إلي 100% كما هي الحال لدي النباتات و الحيوانات و المخلوقات الأخري.
إن بوسعك أت تبدأ حياة جديدة و ستجد أن السبعين مليار خلية السعيدة و الراغبة المتشوقة التي تتمتع بالتغذية الجيدة, ستصبح جاهزة لإعادة صياغة "الشخص الجديد" الذي هو أنت ...
لكلاوس أوبربيل